top of page
بحث

علم الارجونوميكس ودورة في تخفيف اضطرابات الصدمة التراكمية

د. مريم امير

يعتبر علم الارجونوميكس من العلوم الهامة والتي تدرس بيئة العمل وطبيعة العاملين داخل مجالات العمل المختلفة فهو مصطلح شامل يشير في المقام الأول إلى العملية الشاملة لترتيب مكان العمل والأنظمة والمعدات بطريقة تجعل من السهل على الأشخاص استخدامها وذلك عن طريق تحليل ميكانيكية اجسامهم داخل بيئة العمل. فتعتبربيئة العمل (أو العوامل البشرية) هي النظام العلمي المعني بفهم التفاعلات بين الإنسان والعناصر الأخرى للنظام ، والمهنة التي تطبق النظرية والمبادئ والبيانات والأساليب على التصميم من أجل تحسين رفاهية الإنسان بشكل عام وتحسن أداء نظام العمل ككل. فعلي سبيل المثال الاشخاص الذين يقضون ساعات طويلة امام شاشات الكمبيوتر ويتعرضون الي العديد من الضغوط التي تؤثر علي ادائهم الحركي.

وتسبب فيما بعد مشاكل نفسية عديدة حيث انهم يصبحوا غير قادرين علي اداء اعمالهم بصورة مرضية لهم ولمن حولهم ومن هنا فقد اهتم علم الارجونوميكس بتوفير بيئة عمل ملائمة لتفادي هذة الضغوط المسببة للعديد من مشاكل الاجهزة المختلفة بالجسم ومن اهمها اضطرابات الصدمة التراكمية والذي يعرف لدي الاطباء بال(Cumulative Trauma Disorders) فو يعتير من الاعراض المتداخلة والتي يصعب علي الاطباء تحديدها ومعالجتها والتي تنتج من زيادة وإساءة استخدام اجزاء الجسم المختلفة داخل بيئة العمل الغير مهيئة .

مما يؤدي الي الاجهاد المزمن والمؤلم للعضلات والاربطة والمفاصل والضغوط علي الاعصاب الطرفية وفي النهاية ممكن ان يؤدي الي ضغوط نفسية واجتماعية وعدم الرضي عن الاداء الحركي للجسم وانتاجيتة ومن هنا يأتي دور وضرورة علم الارجونوميكس في حماية جسم الانسان من تراكم هذة الضغوطات وزيادة انتاجية الفرد داخل المجتمع والاحساس بشعور الرضي الداخلي وذلك عن طريق توفير بيئة عمل ملائمة لطبيعة جسم الانسان من خلال التحليل الميكانيكي للاجزاء المختلفة لجسم الانسان وتصميم العديد من الادوات والاجهزة الملائمة لهذة الاجزاء المختلفة حيث يحدث اندماج بين هذة الادوات او الاجهزة المستخدمة والاجزاء المختلفة من الجسم مما يقلل من هذة الضغوطات ويمنع تراكمها علي مدار الايام والشهور والسنين.

ولابد من عدم نسيان ذكر العوامل البيئية والانسانية الاخري في التقليل من الاحساس بالارهاق الذهني والنفسي والذي يؤثر ايضا علي انتاجية الفرد مثل توافر فريق عمل متعاون او مدير متفهم لظروف العمل والعاملين او التقليل من ساعات العمل او توفير اوقات للراحة كافية لاستعادة نشاط العاملين داخل مكان العمل ايضا توافر عوامل بيئية مناسبة داخل مجال العمل مثل الاضاءات المناسبة ودرجات الحرارة المعتدلة والتهوية الجيدة والتي تزيد من تركيز الفرد وانتاجيتة. ومن هذا المنطلق كان ولا بد من الاهتمام بالعوامل الزمنية والمكانية لحماية الافراد داخل مجال العمل من اي ضغوط ذهنية او نفسية او جسمانية حيث يعتبر هؤلاء الافراد ثروة مجتمعية تعمل علي تقدم المجتمع وزيادة انتاجيتة.


٦٣ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Коментарі


bottom of page